صحف ألمانية وأوروبية: الموقف التركي تجاه سوريا جدير بالثناء
٢٨ يونيو ٢٠١٢صحيفة زود دويتشه تسايتونغ اعتبرت في تعليقها أن سياسة التحذير والتهدئة التي ينهجها حلف شمال الأطلسي في النزاع القائم بين تركيا وسوريا بسبب إسقاط هذه الأخيرة طائرة حربيةتركية خلال عملية تدريب تعود لرفض حلف شمال الأطلسي التورط مجددا في مغامرة عسكرية تتجاوز قدراته الذاتية. واستنتجت الصحيفة أن رد الحلف الأطلسي رغم موقفه المتحفظ كان واضحا جدا تجاه النظام السوري الذي خرق القواعد الدولية بإسقاطه الطائرة التركية، وكتبت تقول:
"بتأكيد تضامن الحلف مع تركيا تتمثل الرسالة الواضحة لحاكم سوريا بشار الأسد وجيشه فيما يلي: ستختارون المواجهة مع حلف شمال الأطلسي، إذا أطلقتم النيران مجددا على أراض تركية أو هاجمتم طائرات تركية. بعض المعطيات يؤكد أن هذه الإشارة كافية لخفض حالة التوتر. فالحكومة التركية حصلت مع إعلان التضامن على الدعم السياسي الذي تحتاجه للحفاظ على نهجها المتزن إلى حد الآن. والنظام السوري الذي يحارب عسكريا من أجل بقائه في الداخل لا يمكن أن يكون مهتما بالدخول في حرب خارجية لسببين: من جهة لا يمكن له حشد الشعب خلفه، بل سيعمل فقط على تسريع نهايته. ومن جهة ثانية لا يمكن له أن يعول على مساعدة أصدقائه في طهران وموسكو، لأنهم يخشون تبعات مواجهة عسكرية بين سوريا وتركيا على الشرق الأوسط مثلهم في ذلك مثل الأوروبيين وحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة الأمريكية".
صحيفة برلينر تسايتونغ اهتمت هي الأخرى بتدهور العلاقات التركية السورية إثر قيام النظام السوري بإسقاط طائرة حربية تركية في الأجواء الدولية، وكتبت تقول:
"تبذل دول حلف شمال الأطلسي جهودا حميمة لاحتواء الحادث. ولا أحد يتحدث إلى حد الآن عن المادة التي تخول الإجراء العسكري. لكن تصعيدا إضافيا سيقحم الأعضاء الـ 27 الآخرين حتميا في النزاع مع الدكتاتور المتعطش للدماء بشار الأسد، كما قال أردوغان. حان الوقت لدبلوماسية ذكية لمواجهة ضجيج الحرب ببديل سلمي لتفادي ما هو كارثي في البحر الأبيض المتوسط".
صحيفة فرانكفورتر روندشاو ركزت في تعليقها على اللجوء إلى إسقاط طائرة حربية تركية من قبل الجيش النظامي السوري داخل الأجواء الدولية، وكتبت تقول:
"الحادث يبين مدى حالة التوتر التي تتخبط فيها في الأثناء القيادة السورية. خسارة طائرة حربية من نوع ميغ 21 يقودها أحد الفارين من سلاح الجو (السوري) الأسبوع الماضي برهنت للأوفياء حول الأسد أنه لم يعد بالإمكان حتى التعويل على سلاح الجو الذي يعد الحصن العسكري الأخير للطغاة العرب".
صحيفة مجر نمزيت المقربة من الأوساط الحكومية المجرية تناولت في تعليقها إسقاط الطائرة التركية، وكتبت تقول:
"إنها لحظات عسيرة في أنقرة. ليس بسبب أن سوريا أسقطت طائرة فانتوم، ولكن لأن الجنرالات المتعاطفين في جزئهم الأكبر مع الغرب ـ (حراس تركيا العلمانية) ـ يتابعون باستعداد كبير خطوات الإسلامي المعتدل أردوغان. إذا تردد، فإنهم سيتصرفون مكانه. القليلون عندنا يعرفون الجوانب المهمة المرتبطة بالمحاكمة الجارية حاليا في تركيا للجنرالات: القادة العسكريون الكبار تم اعتقالهم، لأنهم كانوا يريدون افتعال حادثة جوية ضد اليونان ليتمكنوا من تنفيذ انقلاب عسكري في الداخل. فهل يكون أحد يخطط بالنظر إلى الوضع في سوريا لهذا النوع من السيناريوهات؟"
صحيفة إلباييس الإسبانية اعتبرت في تعليقها أن الموقف التركي الذي يتفادى الخيار العسكري في هذه اللحظة يستحق الثناء، وكتبت تقول:
"رد تركيا اقتصر إلى حد الآن على العمل الدبلوماسي. وحلف شمال الأطلسي أكد على تضامنه مع أنقرة، متفاديا الحديث عن إمكانية الانتقام العسكري. تركيا تلعب دورا مهما في النزاع السوري. فهي احتضنت العديد من معارضي النظام السوري والهاربين من الجيش. القوة العسكرية لدى تركيا، ومهمة العمل كقوة رائدة في المنطقة تجعل من الصعب على حكومة أردوغان تجاهل الأصوات الداعية إلى تحرك عنيف ضد دمشق. إنه جدير بالثناء أن يختار أردوغان في هذا الموقف قرارا محترسا ومنسقا مع حلف شمال الأطلسي".
إعداد: م أ م
مراجعة: أحمد حسو