عشرات الآلاف يتظاهرون في حمص وقوات النظام تخفي دباباتها
٢٧ ديسمبر ٢٠١١وصل مراقبون تابعون لجامعة الدول العربية إلى مدينة حمص السورية اليوم الثلاثاء ( 27 كانون الأول/ ديسمبر2011) لإلقاء نظرة أولى على المدينة بعد أن شوهدت دبابات للجيش السوري تنسحب منها. وتعتبر مدينة حمص مركز الاحتجاجات المناهضة للحكومة وقتل فيها المئات منذ بدء القمع العسكري للمحتجين قبل تسعة أشهر. ويتوقع أن يرى المراقبون بأنفسهم ما إذا كان الرئيس السوري بشار الأسد ملتزما بوعد بتخفيف الحملة العسكرية في مدن سورية لقمع مظاهرات بدأت في مارس آذار. وتقول الأمم المتحدة إن خمسة آلاف شخص على الأقل قتلوا في إراقة دماء منتشرة في سوريا. وقال نشطاء إن نحو 20 ألف محتج احتشدوا في مدينة حمص السورية اليوم مع بدء وفد الجامعة العربية جولته في المدينة.
وذكرت قناة الدنيا التلفزيونية السورية أن المراقبين بدأوا زيارتهم بلقاء محافظ حمص. ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا عن تقارير لنشطاء من المعارضة في حمص قولهم إن 11 دبابة على الأقل غادرت حيا هاجمته أمس وإن دبابات أخرى يتم إخفاؤها. ويقول معارضون للأسد إن قوات حكومية ودبابات قصفت أحياء في حمص وهي ثالث أكبر مدينة سورية خلال الأيام القليلة الماضية وإن حي بابا عمرو تعرض لقصف دبابات وقذائف مورتر ونيران رشاشات ثقيلة.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان اكثر من ثلاثين الف شخص يتظاهرون اليوم الثلاثاء ضد نظام الرئيس بشار الاسد في حي الخالدية في حمص التي يزورها وفد مراقبي الجامعة العربية. وقال المرصد لوكالة فرانس برس ان "اكثر من ثلاثين الف مواطن تجمعوا في اعتصام في حي الخالدية الواقع وسط مدينة حمص".واضاف ان الاعتصام نظم بدعوة من ناشطين "لفضح ممارسات وجرائم النظام تزامنا مع زيارة وفد للمراقبين العرب" الى المدينة. وتابع ان متظاهرين عدة توجهوا من حيي الحمرا والقصور الى الخالدية.وتحدث عن "تظاهرة حاشدة وكبيرة في حي باب الدريب (...) التحم المتظاهرون فيها مع تظاهرة أخرى خرجت في حي جب الجندلي المجاور". كما اشار الى تظاهرات في "احياء كرم الشامي وحي الميدان".
قتال شديد
واشتد القتال في حمص منذ أن وقع تفجيران في دمشق يوم الجمعة وأسفرا عن مقتل 44 شخصا. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عشرة منشقين عن الجيش على الأقل قتلوا في اشتباك مع قوات الأمن في ضاحية دوما خارج دمشق. وقدر المرصد أن عدد القتلى قد يكون أكبر وبالعشرات بسبب سقوط عدد مشابه من الضحايا في صفوف قوات الأمن.
من جانبها ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن: "مجموعة إرهابية مسلحة" هاجمت فجر اليوم الثلاثاء خطا لنقل الغاز في مدينة حمص. وقالت سانا: "إن مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت عند الساعة الثالثة فجر اليوم في عملية تخريبية خطا لنقل الغاز عند قرية المختارية بين كفر عبد والرستن بمحافظة حمص عبر تفجيره بعبوة ناسفة ما أدى إلى تسرب نحو 150 ألف متر مكعب من الغاز من نقطة التفجير." ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول في وزارة النفط قوله "إن خط الغاز المستهدف من المجموعة الإرهابية المسلحة قادم من حقل العمر التابع لشركة الفرات للنفط باتجاه محطة توليد كهرباء محردة وهو بقطر 18 انشا". يذكر أن هذا الخط تعرض لهجمات عدة في الأشهر الماضية وتم إصلاحه عدة مرات.
إطلاق نار بالجامعة
من جانب آخر ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن طالبا قتل وجرح أربعة آخرون اليوم الثلاثاء ( 27 كانون الأول/ ديسمبر2011) برصاص أطلقه طالب في كلية الهندسة الطبية في جامعة دمشق. وقالت الوكالة إن: "الطالب عمار بالوش سنة ثانية هندسة طبية بجامعة دمشق أقدم اليوم (الثلاثاء) على إطلاق النار من مسدس حربي خلال المذاكرة للطلاب في كلية الهندسة الطبية". وأضافت أن إطلاق النار هذا "أدى إلى استشهاد الطالب حسين غنام وإصابة كل من الطلاب سلطان رضوان وخضر حازم وجورج فرح وبيير لحام"، مشيرة إلى أن حالة احد الطلاب حرجة جدا بينما الثلاثة الآخرون إصابتهم متوسطة.
وأوضح مصدر رسمي لسانا إن: "بالوش اختار الطلاب الخمسة بشكل مقصود وقام بإطلاق النار عليهم"، مؤكدا أن "السلطات المعنية تلاحقه لإلقاء القبض عليه". من جهته، تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان تسلمت وكالة فرانس برس نسخة منه أن: "أربعة طلاب جامعيين أصيبوا بجروح احدهم بحالة حرجة اثر إطلاق رصاص من قبل طلاب موالين للنظام داخل قسم الهندسة الطبية بكلية الهندسة الكهربائية والميكانيكية" في جامعة دمشق. أما لجان التنسيق المحلية فتحدثت عن "استشهاد الطلاب تيسير حازم وخضر حازم وحسين غنام اثر إطلاق قوات الأمن النار بشكل عشوائي" في الكلية نفسها.
(ع.خ/ د.ب.أ، أف.ب. رويترز)
مراجعة: منصف السليمي