فرنسا تنتقد مهمة المراقبين العرب وبرلين "تحذر" سفير سوريا لديها
٢٨ ديسمبر ٢٠١١أصدرت وزارة الخارجية الألمانية الأربعاء (28 كانون الأول/ ديسمبر2011) تحذيراً للسفير السوري رضوان لطفي، على خلفية الاعتداء على عضو حزب الخضر سوري الأصل فرهاد أحمي في منزله بمدينة برلين.
وأشار بيان للخارجية إلى أنها "أوضحت للسفير السوري أن ألمانيا لن تحتمل تهديد المعارضين السوريين بالعنف أو تخويفهم على أراضيها ... وإذا ما حصل ذلك فإنها لن تتردد في اتخاذ الخطوات اللازمة (لمنعه)"، بحسب البيان.
وكان فولكر بيك، رئيس كتلة حزب الخضر في مجلس النواب الألماني (البوندستاغ)، قد قال في وقت سابق إن رجلين طرقا باب فرهاد أحمي، العضو في الحزب والسياسي في أحد المجالس المحلية بالعاصمة برلين، في الساعة الثانية فجر الاثنين وقدما نفسيهما على أنهما من عناصر الشرطة. وأضاف أنه فور قيام الناشط السوري بفتح الباب تعرض للضرب من دون مقدمات بقضيب من حديد وهراوة، ما أدى إلى إصابته بجروح مختلفة استدعت نقله إلى المستشفى. واتهم المسؤول الألماني جهاز المخابرات السوري بتنفيذ هذا الاعتداء، موضحاً أن الناشط الألماني من أصل سوري سبق وأن تعرض لتهديدات، وأن المهاجمين كانا يتكلمان العربية.
وعلى صعيد آخر، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن المراقبين العرب لم يمكثوا إلا فترة قصيرة في حمص للتمكن "من التحقق من الوضع" على الأرض، ولم يحولوا دون مواصلة حملة القمع في هذه المدينة. وقال المتحدث باسم الوزارة برنار فاليرو خلال مؤتمر صحافي إن "الزيارة القصيرة للمراقبين لم تسمح لهم بالتحقق من الوضع على الأرض في حمص (...) ولم يحل وجودهم دون مواصلة حملة القمع الدامية في هذه المدينة حيث تم قمع تظاهرات حاشدة بالقوة ما أوقع نحو عشرة قتلى". وأضاف المتحدث بالقول: "على المراقبين العرب العودة دون تأخر إلى هذه المدينة والتمكن من التنقل بحرية في كافة أحيائها ومن إجراء الاتصالات اللازمة مع كافة السكان".
وبدأ خمسون مراقباً من الجامعة العربية الثلاثاء مهمة في سوريا من خلال زيارة حمص، حيث تظاهر 70 ألف شخص غداة مقتل أكثر من 30 مدنيا في هذه المدينة على أيدي قوات الأمن السورية بحسب ما أفاد ناشطون. وسينتشر المراقبون اعتباراً من مساء الأربعاء في درعا (جنوب) وادلب وحماه (شمال) وفي ضواحي دمشق، حسب ما أعلن رئيس البعثة الفريق محمد تحمد مصطفى الدابي لفرانس برس.
ووصف الدابي مهمة المراقبين الثلاثاء في حمص بـ"الجيدة"، موضحاً أنه في طريقه لزيارة هذه المدينة مجدداً. وأعلن عن وصول 16 مراقباً عربياً إضافياً، موضحاً أن "مراقبين آخرين سيصلون تدريجياً حتى يتم تغطية كافة الأراضي السورية".
الإفراج عن أكثر من 750 معتقلاً
من جهته ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن فريق مراقبي الجامعة العربية دخل الأربعاء حي بابا عمرو في حمص. وقال رئيس المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن "بعض المراقبين دخلوا إلى بابا عمرو في نهاية المطاف". وأوضح أن أهالي الحي رفضوا في البداية السماح للمراقبين بدخول الحي لأن مقدماً في الجيش السوري يرافقهم. وقال المصدر نفسه أن أهالي بابا عمرو "طلبوا من رئيس اللجنة أن يدخل لمقابلة أهالي الشهداء والجرحى وليس فقط لمقابلة البعثيين".
وتابع رئيس المرصد أنهم ناشدوا اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي "تأمين علاج آمن للجرحى الذين أصيبوا في الأيام الماضية وعددهم نحو مائتين في بابا عمرو لأنه يخشى أن يصبحوا في عداد الشهداء في مستشفيات الدولة".
وفي تطور آخر ذكر التلفزيون السوري الحكومي أنه تم الأربعاء الإفراج عن 755 معتقلاً شاركوا في أعمال عنف ضد النظام مع انتشار المراقبين العرب في بؤر ساخنة بالبلاد، تنفيذاً لبروتوكول بين دمشق والجامعة العربية. وقال التلفزيون في خبر عاجل إنه تم الإفراج عن "755 موقوفاً تورطوا في الأحداث الأخيرة ولم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين".
وكانت سوريا قد أعلنت في تشرين الثاني/ نوفمبر أنها أفرجت عن 1180 سجيناً مستشهدة بشروط مماثلة. ويقضي البروتوكول الذي أقرته دمشق الشهر الماضي بهدف إنهاء الأزمة التي تشهدها البلاد، بالإفراج عن المعتقلين كأحد شروطه الأساسية.
يُذكر أن المنظمات السورية للدفاع عن حقوق الإنسان والأمم المتحدة تقدر عدد المعتقلين منذ بداية الاحتجاجات الشعبية في 15 آذار/ مارس بعدة آلاف، بينما تقول الأمم المتحدة إن أكثر من خمسة آلاف شخص قتلوا خلال تلك الفترة.
(ش.ع / د ب أ/ أ ف ب/ رويترز)
مراجعة: عماد غانم