فرنسا "لن تسكت أمام الفضيحة السورية" والمعارضة تطلب التدويل
٢٠ يناير ٢٠١٢أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم الجمعة أن بلاده "لن تسكت أمام الفضيحة السورية" ولا يمكن ان تقبل "بالقمع الوحشي" للاحتجاجات من قبل نظام الرئيس بشار الاسد الذي "يجر البلاد مباشرة الى الفضى" التي سوف "يستفيد منها المتطرفون من كل الجهات".
من جانبه يعتزم المجلس الوطني السوري الطلب من الجامعة العربية نقل الملف السوري إلى الأمم المتحدة لإنشاء منطقة عازلة وفرض حظر جوي ويسعى إلى أن يتضمن تقرير المراقبين إشارة إلى أن ما يرتكبه النظام لمواجهة الحركة الاحتجاجية يمثل "جرائم إبادة" بحق الإنسانية و"جرائم حرب". وقال المجلس في بيان إن رئيسه برهان غليون سيلتقي في القاهرة الجمعة (20 كانون الثاني/ يناير 2012) مع عدد من أعضاء المكتب التنفيذي الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي وعدد من وزراء الخارجية العرب.
وكشف البيان أن من المقرر أن يطلب وفد المجلس الوطني السوري من الأمين العام للجامعة والوزراء العرب الذين سيلتقيهم "العمل على نقل الملف إلى مجلس الأمن للحصول على قرار يتيح إنشاء منطقة آمنة وفرض حظر جوي ويعطي قوة دفع دولية". وأضاف أن هذا القرار من شانه أن "يشكل عنصر إلزام يمنع النظام من الاستمرار في قتل المدنيين ويرتب عليه عقوبات رادعة، بما في ذلك استخدام القوة لمنعه من مواصلة عمليات القتل والتنكيل بالسكان".
تفعيل التحركات الدولية ضد استخدام العنف
وفي وقت لاحق أفادت وكالة الأنباء الألمانية أن الوفد الذي يضم أعضاء المجلس المعارض وصل قادماً من تركيا وبعض الدول في زيارة لمصر تستغرق عدة أيام يجرون خلالها لقاءات مع عدد من المسؤولين العرب لبحث التطورات الأخيرة في سوريا. وقال أحد أعضاء المجلس القادمين من تركيا: "سيقوم الوفد الذي يضم أعضاء المكتب التنفيذي برئاسة برهان غليون رئيس المجلس بلقاء المسؤولين في جامعة الدول العربية وعلى رأسهم نبيل العربي الأمين العام وعدد من الوزراء العرب المشاركين في اجتماعات اللجنة الوزارية الخاصة ببحث الأزمة السورية".
وأضاف أن الزيارة تأتي "من أجل تفعيل التحركات الدولية لمنع النظام السوري من استخدام العنف ضد المواطنين السوريين ومنع عمليات القتل المستمرة حتى في ظل تواجد المراقبين العرب وإدخال الأمم المتحدة في الجهود الحالية لوقف العنف مع سرعة التحرك من أجل إنشاء منطقة آمنة وفرض حظر جوي في إطار تحرك دولي من أجل حماية المدنيين السوريين".
يُذكر أن وفد الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وصل إلى القاهرة مساء أمس الخميس قادماً من دمشق، ولكن تخلف عنه الفريق أول الركن محمد أحمد مصطفي الدابي رئيس بعثة المراقبين العرب الذي أرجأ عودته حتى اليوم لإعداد تقريره النهائي حول نتائج عمل البعثة. وقال عضو في الوفد: "أرجأ الدابي عودته المقررة إلى (اليوم) الجمعة لاستكمال تقريره النهائي حول نتائج عمل البعثة في سوريا من أجل تقديمه للجنة العربية الوزارية المعنية بسوريا في اجتماعها ثم عرضه علي مجلس وزراء الخارجية العرب تمهيداً لأخذ قرار بشأن استمرار عمل البعثة في سوريا أو عودتها". وأضاف: "سيكون التقرير مهماً لتحديد ما إذا كانت البعثة تستطيع الاستمرار في أداء عملها بعد موافقة وزراء الخارجية، أو الاستعانة ببعض خبراء الأمم المتحدة في مجال المراقبة، خاصة في ظل الصعوبات التي واجهت المراقبين في بعض المناطق الساخنة وتعرض مراقبين اثنين لاعتداء أدى لإصابتهما بجروح وتكسير زجاج سياراتهم".
وأوضح أنه تم الاتفاق مع الحكومة السورية علي استمرار البعثة هناك رغم انتهاء عملها أمس الخميس طبقا للبروتوكول الموقع بين دمشق والجامعة لحين صدور القرار النهائي بشأنهم من مجلس وزراء الخارجية العرب. وكانت الجامعة العربية أعلنت أمس الخميس تأجيل اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بتطورات الوضع في سوريا الأحد المقبل بدلاً من السبت.
دعوات لمسيرات احتجاجية دعماً للمعتقلين
من جانب آخر دعا النشطاء السوريون الجمعة لاحتجاجات في أنحاء البلاد دعما لآلاف المعتقلين في سجون النظام منذ بدء الانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد. وأطلق النشطاء دعوة الخروج في مسيرات لمناصرة المعتقلين عبر موقع "الثورة السورية 2011 ". وجاءت الدعوة للاحتجاجات في الوقت الذي ذكر فيه المرصد السوري لحقوق الإنسان أن سلطات الأمن السورية سلمت بعد منتصف ليل الخميس/ الجمعة جثامين ستة قتلى إلى ذويهم في قريتي الصحن واللج في سهل الغاب الشمالي بمحافظة إدلب، شمال سوريا المتاخمة للحدود التركية. وذكر المرصد في بيان له الجمعة أن تلك الجثامين تعود لأشخاص " فقدوا قبل يومين". في غضون ذلك قال المرصد إن اشتباكات دارت صباح الجمعة بين مجموعة منشقة وقوات الأمن السورية التي كانت تقوم بإنزال علم الاستقلال الذي رفعه الثوار في مدينة ادلب.
(ع.غ/ د ب أ، آ ف ب، رويترز)
مراجعة: عبده جميل المخلافي