فرنسا والمعارضة السورية تطالبان المراقبين العرب بالتوجه إلى حمص
٢٦ ديسمبر ٢٠١١طلبت فرنسا اليوم الاثنين (26 كانون الأول / ديسمبر 2011) من السلطات السورية السماح اعتبارا من بعد ظهر اليوم لمراقبي الجامعة العربية بالتوجه إلى مدينة حمص حيث تشن قوات الأمن هجوما كبيرا على حي بابا عمرو. وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو "بينما يشتد القمع في سوريا في الأسابيع الأخيرة يتعين على السلطات السورية وبموجب خطة الجامعة العربية أن تسمح بوصول المراقبين اعتبارا من بعد ظهر اليوم إلى مدينة حمص التي تشهد أعمال عنف دموية".
بدوره طالب رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون المراقبين العرب بالتوجه فورا إلى مدينة حمص التي وصفها بأنها أكثر من منكوبة. وقال غليون في تصريح لقناة العربية الإخبارية الفضائية من مقر إقامته في باريس إن على الجامعة أن ترسل المراقبين إلى حمص. كما صدر المجلس الوطني، الذي يرأسه، غليون، بيانا بهذا الخصوص.
وكان فريق أول من الجامعة العربية وصل الخميس إلى دمشق للتحضير لمهمة المراقبين. وكان رئيس البعثة الفريق أول احمد محمد مصطفى الدابي وصل مساء أمس الأحد إلى العاصمة السورية بحسب مسؤول سوري. وقال فاليرو خلال مؤتمر صحافي "تعرب فرنسا عن قلقها الكبير من استمرار تدهور الوضع في حمص حيث أوقع قصف قوات الأمن السورية نحو 10 قتلى في صفوف المدنيين أمس في حين يتعرض حي بابا عمرو حاليا للقصف بالأسلحة الثقيلة من قبل الجيش السوري".
وأضاف المسؤول الفرنسي "نذكر بأن الهدف من نشر مراقبين هو التحقق من أن الحكومة السورية تضع حدا لأعمال العنف وتفرج عن كافة السجناء السياسيين وتسحب الجيش إلى ثكناته وتسمح للصحافيين بالتجول بحرية على الأراضي السورية كما تعهدت من خلال قبولها خطة الجامعة العربية". وتابع "لا بد من إنهاء القمع والعنف غير المسبوق الذي يمارسه نظام دمشق في حين يجب اتخاذ كافة التدابير لإنهاء المأساة التي تواجهها مدينة حمص بعيدا عن الأنظار".
وينتظر وصول أول وفد يضم نحو خمسين خبيرا مدنيا وعسكريا عرب مساء الاثنين إلى سوريا في إطار بروتوكول يهدف إلى الخروج من الأزمة في سوريا تدعمه الجامعة العربية من أجل وقف العنف الذي أسفر عن سقوط آلاف القتلى منذ منتصف آذار/مارس. وقد أكد الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي أن المراقبين "لهم "حرية الحركة بالتنسيق مع الجانب السوري وبموجب البروتوكول".
أنباء عن مقتل 23 شخصا وتواصل للقصف لحي بابا عمرو في حمص
ووفقا لأحدث حصيلة فقد بلغ عدد القتلى في القصف العنيف الذي تشهده مدينة حمص 20 شخصا على الأقل، على ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال إن عدد القتلى الموثقين بأسمائهم وملابسات قتلهم ارتفع إلى 20، مضيفا أن 14 قتلوا في قصف مستمر لحي بابا عمرو وقتل ستة في إطلاق عشوائي للنيران في أحياء سكنية قريبة. وأضاف المرصد أن "حي بابا عمرو يتعرض لقصف عنيف من رشاشات ثقيلة (...) وقذائف الهاون منذ صباح اليوم الاثنين ". ونقل المرصد عن ناشط من الحي قوله إن "الوضع مخيف جدا" في بابا عمرو الحي الواقع في حمص (حوالى 160 كلم شمال دمشق) ثالث أكبر مدن سوريا والتي تشكل حاليا معقل الحركة الاحتجاجية ضد نظام بشار الأسد التي بدأت منتصف آذار/مارس. كما أعلن المرصد مقتل ثلاثة أشخاص، بينهم طفل في 14 من عمره، في بلدة خطاب بمحافظة حماة في إطلاق للرصاص لمتظاهرين أمام مركز عسكري.
ودعا المرصد السوري لحقوق الإنسان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إلى "التدخل الفوري لمنع اقتحام مستشفى الحكمة (القريب من حي بابا عمرو) واعتقال الجرحى من داخله". وقال إنه يخشى أن يلقى هؤلاء الجرحى "مصير العشرات من الذين قتلوا في 20 كانون الأول/ ديسمبر في كفر عويد عندما وجهنا مناشدة بالتدخل ولم يتدخل وحصلت المجزرة". ودعا المرصد مجددا المراقبين العرب إلى "التوجه الفوري إلى حي بابا عمرو ليتوقف القتل المستمر بحق أبناء الشعب السوري".
من جهة أخرى، قال المرصد إن السلطات السورية "تغير في بعض مناطق جبل الزاوية أسماء شاخصات القرى ليضللوا لجان المراقبين العرب"، داعيا لجان المراقبين إلى "الاتصال بنشطاء حقوق الإنسان والثوار".
(ش.ع / أ.ف.ب / رويترز)
مراجعة: أحمد حسو