خياران أمام الجامعة العربية اما تمديد مهمة بعثتها في سورية او الانسحاب
٢٢ يناير ٢٠١٢يجتمع وزراء الخارجية العرب اليوم الأحد (22 يناير/ كانون الثاني 2012) في القاهرة لبحث نتائج مهمة بعثة مراقبي الجامعة العربية في سورية التي استغرقت شهرا وانتهى تفويضها يوم الخميس. ويناقش الوزراء العرب تقريرا يقدمه رئيس البعثة الفريق محمد أحمد الدابي حول حصيلة عمل البعثة، وعلى أساسه سيتم تمديد مهمة البعثة وزيادة عددها أو الانسحاب من المهمة التي يثير أداؤها انتقادات واسعة. وقد يتيح تمديد مهمة المراقبين البالغ عددهم 165 مراقبا، وربما منحهم المزيد من الصلاحيات الدول العربية، المزيد من الوقت ليجد كل بلد سبيلا للخروج من الأزمة ومن ثم تجنب تدخل عسكري شبيه بما حدث في ليبيا.
والتقى الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بعدد من المسؤولين العرب أمس السبت كما التقى بوفد من المجلس الوطني السوري المعارض برئاسة برهان غليون، وقال مصدر مقرب من الجامعة إن الوزراء قد يقررون تمديد المهمة لشهر آخر وتزويدها في نفس الوقت بدعم إضافي يتمثل في خبراء أمميين أو عسكريين. ومن جهته طالب المجلس الجامعة العربية بإحالة ملف الأزمة السورية لمجلس الأمن الدولي. وقالت بسمة القضماني المتحدثة باسم المجلس في القاهرة إن المجلس يعتقد انه إذا أحالت الجامعة العربية القضية للأمم المتحدة ولمجلس الأمن فإن الموقف سيتغير.
خياران أمام الوزراء العرب
ومن المرجح أن تقرر الدول العربية المنقسمة بشأن كيفية التعامل مع الأزمة في سوريا منها تمديد مهمة المراقبين التي يقول منتقدوها إنها تمنح الرئيس السوري بشار الأسد المزيد من الوقت لقتل معارضي حكمه. وترغب بعض الحكومات العربية في زيادة الضغط على الأسد لوقف حملة بدأها منذ عشرة أشهر لسحق انتفاضة شعبية تقول الأمم المتحدة إن أكثر من خمسة آلاف شخص قتلوا خلالها بينما تخشى حكومات أخرى من أن إضعاف الأسد قد يزج بسوريا في صراع أعمق يزعزع استقرار المنطقة برمتها وربما تتخوف بعضها من تهديد شعبي داخلي في حال أطيح بالأسد.
لكن خيار تمديد مهمة المراقبين العرب يواجه بانتقادات ودعوات لإحالة ملف الأزمة السورية على الأمم المتحدة، وقد قال برهان غليون رئيس المجلس الوطني للصحافيين بعيد لقائه بأمين عام جامعة الدول العربية في القاهرة، إن المراقبين غير مجهزين بشكل مناسب ليتمكنوا من تقديم تقييم نزيه عن التزام سوريا بخطة السلام العربية وان المجلس سيرفض أي نتائج لا تتطرق لتطلعات الشعب السوري.
دوما دوما على خطى الزبداني
وفي تطور لافت ميدانيا مشابه لما حدث في بلدة الزبداني في محافظة ريف دمشق، أعلن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن نقلا عن ناشطين معارضين أن مجموعات منشقة عن الجيش السوري "سيطرت على كافة أحياء مدينة دوما مساء السبت بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن السورية". إلا أن المرصد أوضح في وقت لاحق ليل السبت الأحد أن المجموعات المنشقة انسحبت من مدينة دوما "وعادت إلى قواعدها بعد طرد قوات الأمن السورية منها مساء السبت اثر اشتباكات عنيفة معها أعقبت قتل قوات الأمن السورية لأربعة مواطنين خلال تشييع شهيد". ومن جهة ثانية اعل مصدر حقوقي أن عبوة ناسفة انفجرت السبت بحافلة كانت تقل سجناء في محافظة ادلب ما أسفر عن مقتل 17 سجينا، فيما أفاد مصدر رسمي عن مقتل 14 موقوفا وإصابة 26 آخرين و6 من عناصر الشرطة المرافقة.
تشييع جنازة لبنانيين قتلوا على الحدود
وفي سياق آخر سلمت السلطات السورية بعد منتصف ليل السبت الأحد الشقيقين فادي وخالد حمد وجثة ابن شقيقهما ماهر إلى ذويهم، غداة توقيفهم خلال وجودهم في عرض البحر قبالة بلدة العريضة اللبنانية الحدودية، بحسب ما أفاد مسؤول محلي وكالة فرانس برس. وقال مختار العريضة علي اسعد خالد انه "تم تسليم فادي (36 عاما) وخالد (35 عاما) وجثة ماهر حمد (14 عاما) عبر معبر العبودية الحدودي الرسمي قرابة الواحدة بعد منتصف الليل". وخالد مصاب بجروح في قدميه نتيجة إطلاق النار على الصيادين الثلاثة قبل توقيفهم.
ونصب المعتصمون خيمة كبيرة في وسط الطريق لا تزال قائمة. كما لا يزال الاعتصام مستمرا احتجاجا على الحادث وللمطالبة بتسليم القارب الذي صادرته السلطات السورية. وسيتم الأحد تشييع الفتى القتيل المسجى حاليا في منزله في العريضة وسط انتحاب والدته وأفراد عائلته، بينما نقل الجريح خالد حمد إلى المستشفى الحكومي في مدينة طرابلس على بعد ثلاثين كيلومترا من العريضة. واستنكر رئيس الجمهورية ميشال سليمان "إطلاق النار الذي أدى إلى سقوط ضحية" في الشمال، مؤكدا "ضرورة احترام سيادة كل دولة على أراضيها". كما "دعا إلى التعاون بين الجانبين السوري واللبناني لمنع تكرار ما حصل (...) ومباشرة التحقيقات".
(م.س/ أ ف ب، رويترز)
مراجعة: أحمد حسو