زيارة ميركل إلى الولايات المتحدة تخيم عليها خلافات بشأن ليبيا
٧ يونيو ٢٠١١أجرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل محادثات خلف أبواب مغلقة مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مستهل زيارة لواشنطن، تستمر ثلاثة أيام. ويرافق المستشارة خلال زيارتها خمسة وزراء من حكومتها، ويعتبر ذلك أكبر وأرفع وفد ألماني يقوم بزيارة الولايات المتحدة منذ عهد المستشار الألماني الأسبق هيلموت كول. وذكرت مصادر من الحكومة الألمانية أن الزعيمين ناقشا في أحد المطاعم الفاخرة بمنطقة جورج تاون الراقية مساء أمس الاثنين (التوقيت المحلي) الأوضاع في شمال أفريقيا وأفغانستان ونزاع الشرق الأوسط وأزمة اليورو. وأضافت المصادر أن النقاش كان "ناجحا ومكثفا ووديا"، إلا أن المصادر لم توضح إلى أي مدى كانت الخلافات في القضية الليبية قائمة خلال الحوار، ذلك أن ألمانيا تمتنع عن المشاركة في عمليات حلف شمال الأطلسي (الناتو) العسكرية في ليبيا. ويستبعد مراقبون أن تسفر المحادثات بين الزعيمين عن قرارات أو تعهدات بمشاركة عسكرية لألمانيا في مهمة حلف الناتو في ليبيا.
وفي سياق متصل قال وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله في واشنطن: "هذا الاستقبال غير العادي للوفد الألماني من قبل الحكومة الأمريكية يدل على أن العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا ممتازة"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه يوجد بالطبع "وجهات نظر مختلفة بين أقرب الأصدقاء". وعن امتناع ألمانيا عن التصويت في مجلس الأمن على قرار فرض حظر جوي على ليبيا، وهو الأمر الذي قوبل بانتقادات دولية، قال فيسترفيله: "لقد قررنا في قضية ليبيا عدم مشاركتنا بجنود ألمان في هذه المهمة العسكرية، فهذا القرار ساري وسنظل مؤيدين هذا القرار كحكومة ألمانية بدون تغيير". وفي المقابل أكد فيسترفيله استعداد بلاده للمساهمة في إعادة الإعمار المدني في لييبيا.
ميركل تُمنح "ميدالية الحرية" الأمريكية
ومن المقرر أن يستقبل أوباما المستشارة الألمانية اليوم الثلاثاء (7 حزيران / يونيو) رسميا بمراسم عسكرية أمام البيت الأبيض. وسيقلد الرئيس الأمريكي ميركل مساء اليوم "ميدالية الحرية"، أحد أرفع الجوائز المدنية الأمريكية، تكريما لسيرتها السياسية الفريدة، كما سيقيم حفل عشاء رسمي للوفد الألماني. وتعتبر ميركل أول رئيسة حكومة أوروبية يقوم أوباما بتكريمها على هذا النحو. وليس من المتوقع أن تسفر المحادثات بين الزعيمين عن قرارات أو تعهدات بمشاركة عسكرية لألمانيا في مهمة حلف الناتو في ليبيا. كما من المقرر أن تجتمع ميركل بعد ظهر اليوم مع نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون وعدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي. وستدور المحادثات حول النزاع في الشرق الأوسط ومهمة أفغانستان وأزمة اليورو وخليفة رئيس صندوق النقد الدولي المستقيل على خلفية فضيحة جنسية، دومينيك ستراوس-كان.
واشنطن وبرلين والانسحاب من أفغانستان
وكان تقرير صحفي قد ذكر أن فريق أوباما للشئون الأمنية يدرس إمكانية إسراع الانسحاب من أفغانستان. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس الاثنين أن السبب في تلك المقترحات هو التكاليف الضخمة للمهمة العسكرية ومقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة تعتزم بدء الانسحاب من أفغانستان مطلع تموز/يوليو القادم ، بينما تعتزم ألمانيا البدء في الانسحاب نهاية العام الجاري. ومن جانبه ، قال وزير الدفاع الألماني توماس دي ميزير في تصريحات لإذاعة ألمانيا ومحطة "دابليو.دي.آر" الإذاعية الألمانية في واشنطن إن الولايات المتحدة زادت عدد قواتها في أفغانستان العام الماضي بمقدار 30 ألف جندي لتكثيف المهمة. وأضاف دي ميزير أن الولايات المتحدة أعلنت أيضا حينها أن الانسحاب سيبدأ في تموز/يوليو عام 2011 . وعن خطط الانسحاب التدريجي للقوات الألمانية من أفغانستان بحلول نهاية العام الجاري قال فيسترفيله: "الهجمات والانتكاسات التي شهدنها هناك كانت مرعبة ، وبالرغم من ذلك لا يمكن أن يعني هذا أننا سنبقى في أفغانستان بقوات قتالية لمدة عشرة أعوام أخرى".
(ش.ع / د.ب.أ / أ.ف.ب)
مراجعة: هبة الله إسماعيل