الأمم المتحدة ستدرب مراقبين عرب للعمل في سوريا وطهران تنفي تقديم أسلحة
١٧ يناير ٢٠١٢أعلنت متحدثة باسم الأمم المتحدة أن المنظمة الدولية ستباشر خلال أيام تدريب مراقبين عرب بناء على طلب الجامعة العربية لإرسالهم لاحقا إلى سوريا. وأوضحت المتحدثة فانينا مايستراكي مساء الاثنين في نيويورك أن هذا القرار يأتي استجابة لطلب رسمي تقدمت به الجامعة العربية على أن يبدأ التدريب في القاهرة بعد الاجتماع العربي الوزاري المقرر الأحد في العاصمة المصرية لمناقشة تطورات الوضع في سوريا وعمل المراقبين.
وسيتولى التدريب موظفون في المفوضية العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة. وقالت "بناء على طلب الجامعة العربية، وافقت المفوضية العليا على تدريب مراقبين وستتوجه لهذا الغرض إلى القاهرة". وأوضحت أن التدريب كان ينبغي أن يبدأ أسرع ولكنه تأجل بطلب من الجامعة العربية إلى ما بعد اجتماع اللجنة الوزارية في القاهرة. ولم تتمكن المتحدثة من توضيح عدد المراقبين الذين سيتم تدريبهم ولا عدد خبراء الأمم المتحدة المشاركين في التدريب. ومن جانبه قال الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي السبت خلال زيارة لسلطنة عمان انه سيتم تقييم عمل مهمة المراقبين خلال الاجتماع العربي القادم.
استمرار سقوط الضحايا
ميدانيا، استمرت أعمال العنف في سوريا رغم تواجد المراقبين العرب منذ 26 كانون الاول/ديسمبر. ولقي 21 شخصا على الأقل حتفهم وأصيب 15 آخرون في موجة عنف جديدة في سورية امس الاثنين، في الوقت الذي أعرب فيه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه إزاء تصاعد العنف. وادي قمع الاحتجاجات الى مقتل 5400 شخص منذ اذار/مارس وفق الامم المتحدة.
وقد اعلن المجلس الوطني السوري الذي يضم غالبية اطياف المعارضة عن انشاء "مكتب ارتباط" مع قيادة "الجيش السوري الحر" الذي يضم العسكريين المنشقين من اجل تنسيق تحركاتهم ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
ومن جهة أخرى، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمنبارست الثلاثاء ان الاتهامات الفرنسية حول تزويد سوريا بالاسلحة "لا تستند الى دليل ولا اساس لها". وصرح مهمنبارست في لقائه الصحافي الاسبوعي ان "تصريحات المسؤولين الفرنسيين غير دقيقة. مع الاسف, نشهد بانتظام مواقف سياسية لا تستند الى دليل ولا اساس لها من قبل مسؤولين في بعض الدول الاوروبية وهذه المرة الامر يتعلق بمسؤولين فرنسيين".
إعادة تقيم مهمة المراقبين
وفي آخر التحركات العربية المتعلقة بسوريا، قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري مساء الاثنين في ابو ظبي إن اقتراح أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إرسال قوات عربية إلى سوريا سيكون على جدول أعمال اجتماع مجلس الوزراء العرب في 22 كانون الثاني/يناير في القاهرة.
وقال وزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان ردا على سؤال بشأن اقتراح إرسال قوات عربية إلى سوريا "نحن في مرحلة مشاورات وتبادل رؤى والاستماع إلى اقتراحات بما فيها اقتراح سمو أمير قطر. اعتقد أن اجتماع 22 سيكون بغاية الأهمية". وأعرب أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني السبت عن تأييده لإرسال قوات عربية إلى سوريا لوقف أعمال العنف في هذا البلد، في أول دعوة من هذا النوع تصدر عن زعيم عربي.
وتزامنت هذه التصريحات مع اعلان دبلوماسيين ان روسيا وزعت الاثنين على شركائها في مجلس الامن الدولي نسخة جديدة من مشروع القرار الذي اقترحته حول سوريا. وهذا النص الذي يبدو، حسب ذات المصدر، انه لا يغير في جوهر الموقف الروسي، سيبحث بعد ظهر الثلاثاء على مستوى الخبراء.
"آمال الإصلاح انهارت"
وفي تطور آخر، قال نائب بالبرلمان السوري انه غادر البلاد للانضمام إلى المعارضة بعد أن فقد الأمل في أن ينفذ الرئيس بشار الأسد أي إصلاحات ويضع حدا لحملة ضد المحتجين المطالبين بإسقاطه. وقال عماد غليون وهو عضو بالبرلمان من مدينة حمص لرويترز إن آماله في إجراء اصلاحات في البلاد انهارت خلال اجتماع للبرلمان قبل بضعة أشهر عندما تم اسكات زميل له لاقتراحه أن يتحاور الأعضاء مع المعارضة.
وأضاف ان الجميع هاجموه قائلين انه لا يوجد ما يسمى بالمعارضة. وتساءل عما إذا كان من الممكن أن يقبلوا الإصلاحات في الوقت الذي لا يعترفون فيه بوجود معارضة. وقال غليون الذي غادر سوريا مع عائلته إلى القاهرة قبل نحو أسبوعين انه لا يمكنه التزام الصمت تجاه إراقة الدماء في سوريا حيث تتصدى قوات الأمن لانتفاضة مناهضة لحكم الأسد بدأت في مارس اذار.
واستقال نائبان بالبرلمان السوري العام الماضي احتجاجا على قتل المتظاهرين. وكان النائبان يمثلان مدينة درعا مهد الانتفاضة ضد الأسد.
(ي ب/ ا ف ب. د ب ا، رويترز)
مراجعة: منصف السليمي