جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لبحث استقلال كوسوفو
١٤ فبراير ٢٠٠٨مع توقع قرب إعلان إقليم كوسوفو الاستقلال يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم الخميس(14 فبراير/شباط) اجتماعا طارئا بطلب من صربيا وروسيا لمناقشة هذه الخطوة التي تلقى معارضة شديدة من هاتين الدولتين، حيث هددتا باستخدام كافة الوسائل الدبلوماسية من أجل منع هذا الأمر. وفي موسكو، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إنه "ليس متفائلا" بنتائج هذا الاجتماع الذي سيناقش "مخاطر" إعلان استقلال كوسوفو من جانب واحد، حسب وجهة نظر الوزير الروسي.
وكان مسؤولو كوسوفو قد أكدوا جاهزية الإقليم لإعلان الاستقلال، غير أنهم ينتظرون الضوء الأخضر من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لكي يكون إعلان الاستقلال "منسقا". غير أن العديد من الدبلوماسيين قالوا إن اجتماع مجلس الأمن لن يؤدي على الأرجح إلى تغيير في مواقف أي من الطرفين قبل أيام من الإعلان المتوقع لاستقلال الإقليم يوم الأحد المقبل. وكانت مناقشات مجلس الأمن قد وصلت إلى طريق مسدود العام الماضي في هذه المسألة، حيث أحالها إلى الاتحاد الأوروبي في بروكسل. من جهته يعتزم الاتحاد الأوروبي عقد اجتماع يوم الاثنين المقبل لتقييم النتائج وإصدار قرار بشأن تأييده لاستقلال الإقليم.
برشتينا مصممة على الاستقلال
وفي برشتينا عاصمة كوسوفو رفض رئيس الوزراء،هاشم تقي، سلطة مجلس الأمن الدولي رغم أن مؤسسات كوسوفو الديمقراطية أنشأتها الأمم المتحدة ويمول أمنها ويدعمها كل من حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي. وقال تقي إن "قضية كوسوفو حاليا خارج مبنى مجلس الأمن الدولي. وأما بخصوص وضع الإقليم فإنه جرى إعداد جميع الترتيبات وأن شعب كوسوفو يعرف تاريخ إعلان الاستقلال وسيتخذ القرار في وقت قريب للغاية".
وعلى صعيد استعدادات بعثة الأمم المتحدة لاحتمال إعلان إقليم كوسوفو استقلاله، قال يواخيم روكر، رئيس بعثة الأمم المتحدة في برشتينا، :"إننا مستعدون لكافة الاحتمالات ولا نتوقع صعوبة. نعتقد أن شعب كوسوفو ناضج ومهتم بالسلام والاستقرار".
رفض صربي وروسي
وفي بلجراد قال رئيس الوزراء الصربي، فويسلاف كوستونيتشا، أمس الأربعاء إن صربيا سوف تلغي أي إعلان للاستقلال أحادي الجانب يقوم به إقليم كوسوفو، رافضا إيجاد "دولة وهمية" على الأراضي الصربية. كما دعا أيضا الصرب الذين يعيشون في إقليم كوسوفو ذي الأغلبية الألبانية إلى البقاء في "بيوتهم وإقليمهم وبلدهم صربيا"، على حد وصف كوستونيتشا. في حين قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم إن أي دعم لاستقلال "أحادي الجانب" لإقليم كوسوفو "غير أخلاقي وغير شرعي".
وفي السياق ذاته وخشية حدوث اضطرابات أعلن الاتحاد الأوروبي أمس الأربعاء أنه سينشر قوة قوامها 3000 من عناصر الشرطة في كوسوفو "خلال أيام" من أجل البدء في تنفيذ خطة استقلال خاضعة للإشراف الدولي. يذكر أن بلغراد شأنها شأن موسكو ترى في استقلال إقليم كوسوفو انتهاكا صريحا لقرار مجلس الأمن رقم 1244، الذي صدر في حزيران/يونيو 1999 عقب انتهاء الحرب بين القوات الصربية وميليشيا انفصاليي ألبان كوسوفو. وينص هذا القرار على منح إقليم كوسوفو "حكما ذاتيا موسعا" ويكفل في الوقت ذاته وحدة أراضي صربيا وسلامتها.
دعم أمريكي وانقسام أوروبي
وبدورها أقرت وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، بأن الإعلان الوشيك لاستقلال كوسوفو سيشكل بداية لــ"مرحلة بالغة الصعوبة" للصرب، مضيفة أن "ما ستفعله الولايات المتحدة هو مد يد العون والمساعدة إليهم والقول لهم إن حل وضع كوسوفو سيسمح لصربيا بالمضي قدما". وأضافت رايس "نريد أن تنظر صربيا إلى مستقبلها وهذا المستقبل هو أوروبا".
كما أوضح وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، أن دول الاتحاد الأوروبي مستعدة للتعامل مع أي قرار يصدره زعماء إقليم كوسوفو حول الاستقلال، مضيفا: "الأمر لا يستغرق وقتا طويلا من التخيل والتفكير لتخمين ماهية القرار". غير أن الاتحاد الأوروبي في الوقت ذاته يعاني من انقسامات بخصوص هذه المسألة، إذ ترفض ست دول من دول الاتحاد وهي اسبانيا وبلغاريا واليونان ورومانيا وسلوفاكيا وقبرص الاعتراف باستقلال كوسوفو على الأقل في المرحلة الأولى خشية أن يشجع هذا الأمر النزعات الانفصالية في بعض دول الاتحاد الأوروبي.